فضيلة الشيخ بخصوص الفتوى رقم: 95364، عرضت هذه الفتوى على أهل البحر و صيد السمك لتحذيرهم، و لكنها لاقت استهجانا كبيرا و استنكارا منهم، فمن الأقوال التي احتجوا بها هي:
هناك أنواع من الأسماك لا تصاد إلا بالطعم الحي، وحتى أن الأسماك تأكل بعضها البعض، وعند غرس السنارة في طرف السمكة هذا يعني أنك سوف تصطاد بها وليس أنك سوف تعذبها.
هناك فرق بين الهرة والسمك ... بين من يعذب ومن يطلب الرزق، هناك من الصيادين من يعتمدون على هذه الطريقة بالصيد كمصدر أساسي للرزق لهم، و هم لا يتخذونها تسلية و لكن باب رزق يقتاتون منه هل نفس الفتوى تنطبق على الحبالات التي ترصد ( الشرك والوكر ) للصقور بوضع الشبكة على الحمام أو السمان وغيرها؟
فنرجو من فضيلتكم التكرم بالمزيد من الشرح و الوضيح و الرد على النقاط المذكورة أعلاه
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
يجوز استخدام الطعم الحي إذا تعين كوسيلة لصيد الأسماك وغيرها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكرنا في الفتوى التي أشرت إليها أنه لو كان ثمت غرض صحيح ومصلحة معتبرة لجاز للإنسان الانتفاع بالحيوان على أي وجه يمكن له الانتفاع به عليه؛ لأن جميع ما خلق الله في هذا الكون من الحيوان والنبات والجماد خلقه الله تعالى للإنسان للانتفاع أو الاعتبار أو الابتلاء، وخلق الانسان لعبادة الله وحده لاشريك له.
قال الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . { الجاثية:13}
وقال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً. {البقرة:29}
فبمقتضى هذا التسخير أو التمليك .. فقد أحل الله تعالى للإنسان الانتفاع بالحيوانات واستخدامها في شؤونه ومصالحه مالم يخالف ذلك تعاليم شرعه.
وعليه؛ فما دام الصيادون لا يفعلون ما ذكرت لمجرد العبث وتعذيب الحيوان، وإنما يقصدون اصطياد الأسماك التي لا تصاد إلا بهذه الطريقة؛ فإنه لا مانع منها، وخاصة إذا كانوا يعتمدون على ذلك في عيشهم ومصدر رزقهم؛ فضابط الإباحة أن يكون ذلك للمصلحة والانتفاع.
أما إذا كان لمجرد العبث والتلهي فإنه لا يجوز- كما قلنا سابقا- ، ومثل ذلك استخدام الطيور وغيرها من الحيوانات.
والله أعلم.
مصدر الفتوي:
0 comments:
Post a Comment